الجمعة، 2 سبتمبر 2011

الاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة هل تقضي على البطالة في دول الخليج والمملكة العربية السعودية بوجه الخصوص؟


أخي الكريم (شرف) منذ زمن جدا قريب نشرت كتاب بعنوان المواقف السلوكية السبب من وراء البطالة في المملكة العربية السعودية وهو نسخة انجليزية
( Behavioral Attitude -The Cause  for High Unemployment in Saudi Arabia (

إلا أنني أحب أعقب على الكثير من الكلام الذي نسمعه كثيرا هذه الأيام وهو ولا يخفيك وربما تكون أنت أيضا منهم الذين يحبذون فتح الخزينة العامة إلي إقراض الرواد والذين تسميهم بالعصاميين والأصح عندي أن  يسمّوا بالمحفزين لان العصاميون كما في كثير من المراجع هولاء الذين اعتمدوا  على أنفسهم لتحقيق نجاحات شخصية بعد توفيق الله وبهذا التعريف نكون كلنا فقيرنا وغنينا عصاميون ولا فرق يذكر بينما المحفزون أو المبادرون لصنع القرار هم في الحقيقة الذين لا ييئسون من روح الله وإذا أغلق باب بوجههم صاروا إلي أخر بكتلة من التحفيز والرغبة بمسلك غير معهود.

   هذا ليس الموضوع والمناقشة   وان كنت أحببت  كثيرا مناهج وكتب  (Entrepreneurship).


الموضوع الرئيسي هو أن الأستاذ محمد مهاتير هذا العملاق  رئيس وزراء ماليزيا الأسبق أظنه  اقترح على دول الخليج بالسير وراء ما يسمى بالقروض الحسنة وفتح مشاريع صغيرة ومتوسطة فنجد أحبتنا ركزوا على هذه النقلة المتطورة ولكن أخي مهلا فالاستاذ محمد مهاتير لا يعرف الدمغرفي ولا الجينات التي حدثت  لها طفرات بعد عهد البترول وبالتالي لا يعرف السلوك الاجتماعي للمواطن الخليجي الذي يرى أن العمل باليد عيب وان المهن عامتها وخاصتها مبتذلة بسم القبيلة والكسل وأضف للقائمة ما شئت. أخي ان النظر من منطلق العصاميين يستلزمك فهم ان العصاميين حتى ولو بدءوا بمشاريع صغيرة كانت أو كبيرة فالأرجح أن مردود ثرواتهم سيدخل في جيوبهم وجيوب الأيدي العاملة الخارجية فقط ولا مردود إلي أبناء  الوطن أو الاقتصاد المحلي بحكم أخي أن كل عصامي مضطر أن يأتي بفكرة مشروع ويستثمر  والعمالة طبعا اجنبيه لان المواقف السلوكية لان تشفع له أو لها لكي توظف سعوديين وناهيك عن نوعية الأفكار التي وللأسف كما قال عنها الدكتور غازي القصيبي رحمة الله عليه في كل شارع هناك أكثر من عشرين بقالة وعشرين حلاق والخ...اذن بهكذا تكرار نحن بالحقيقة زودنا العمالة ووطنا البطالة...


ولكن اخي شرف دعنا ألا نعالج ظواهر المشكلة ونصطدم بقانون الجبل الثليجي الذي يظهر للعيان جزء يسير منه فوق الماء وننسى الكم الهائل ما تحت الماء. علينا أن نعالج المواقف السلوكية بالتوظيف الاستراتيجي  وبذل الغالي والرخيص في حل المشكلة لا الظاهرة فالبطالة ظاهرة تثبت عن وجود خلل وليست هي بحد ذاتها المشكلة، فتعريف  المشكلة هي كيفية أن نحول سلوك الفرد الخليجي والسعودي بالأخص الي فرد منتج يقبل بالمهن المبتذلة كما أن نظام ساهر قد نجح وكان لابد منه لأنه بالعقاب يتغير السلوك الشخصي الغير سوي او المستهتر والذي هو مشكلة أسباب الحوادث المرورية المروعة فانه حتما بالتحفيز والتوظيف الاستراتيجي سيتغير السلوك  وبالتالي ستنخفض العمالة الأجنبية والبطالة بذات الوقت.

خلاصة القول أن الاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة في دول الخليج لن تحل مشكلة ظاهرة البطالة ولن تضيف عائد على المال العام ما لم يسبقها خطوة تغيير للسلوك الفردي من خلال التوظيف والتحفيز الاستراتيجي للقضاء على المواقف  السلوكية اتجاه المهن المبتذلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق