الأربعاء، 6 مايو 2009

اهمية الاخلاق في حياة المسلم العملية

بســـــــــــم الله الرحمن الرحيـــــــــــــــم

السلام عليكم اخواني اخواتي احببت اشاركم اليوم موضوع حساس ومهم بنفس الوقت. كم هي الاوقات نرى بعضنا يسخر ويقول كلام غير متزن وبالتالي نراه يشتم ولكن باسلوب رفيع، نراه يستحقر الاخرين لا لشئ غير ان مرتبته الاجتماعية من نوع فريد، وكأن قيم الناس تتغذى قوتها الاخلاقي من هذه الرتب البالية. كم منا من جلس مع رفاق او اشخاص ولكنه لاحظ انهم يلمزون او يتكلمون من خلفه لا لشي غير الحقد والبغضاء من النظرة الاولى. ياترى اذا كان هذا حال المسلمين اليوم اذاً بكم من الاختلافات الجوهرية قد تمايزوا عن العصاة او علي الذين باعوا أخرتهم بدنيا زائفة وظنوا انهم يحسنون الصنع . دعونا نتكلم من خلال اقوال الدين الاسلامي لعلنا نعرف اين الخطأ وكيف تصحيحه وبذلك نكون قد عرفنا ان نصف الاجابة فهم الحال.
اقوال الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم في السئ من الخلق:
قيل لرسول الله (ص) إن فلانة تصوم النهار و تقوم الليل و هي سيئة الخلق تؤذي جيرانها بلسانها فقال لا خير فيها هي من أهل النار. و قال (ص) إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم ببسط الوجوه و حسن الخلق، وقال أيضا سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل.
عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله (ص) ثلاث من لم يكن فيه أو واحدة منهن فلا تعتدن بشيء من عمله تقوى يحجزه عن معاصي الله عز و جل أو حلم يكف به السفيه أو خلق يعيش به في الناس . يا اخوان امر الاخلاق مع حياة المسلم العملية مهم جدا لانها هي التي تشكل الفرد والصورة الحسنة او السيئة. اننا مطالبون بتقييم اخلاقنا بانفسنا وان ندعوا كما دعى الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم في صلاته اللهم حسن اخلاقي واهدني الي احسنها ....
قد يختلف الكثيرون في آرائهم حول الجمال ومعاييره، ولكنه لا يختلف اثنان على أن الخلق الحسن في حد ذاته جمال يزين صاحبه.فقد نرى فتاة جميلة الشكل والصورة والملبس, ولكنها ليست مؤدبة ومقصرة في دراستها فهل هذه توصف بالجميلة.ليس الجمال بأثواب تزيننا *** إن الجمال جمال العلم والأدب ونرى أخرى ليست جميلة الشكل والصورة ولكنها حسنة الخلق ومتفوقة في دراستها, فهي طبعًا جميلة في نظر كل من يراها.
وانظر معي قول القائل:كم من حسن في الخُلُق غطى عيبًا في الخَلْق. وكان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: 'اللهم كما أحسنت خَلْقِي فحسّن خُلُقِي'.· حسن الخلق من الإيمان:ومن الجميل أن ينسب رسولنا الحبيب صفة الإيمان إلى من يتصف بحسن الخلق. فقد قال صلى الله عليه وسلم: 'أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا' [رواه الترمذي].والفحش من صفات القبح, والقبح عكس الجمال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء'. [رواه الترمذي].والبذيء: هو الذي يتكلم بالفحش رديء الكلام.· حسن الخلق عبادة كالصوم والصلاةويؤكد ذلك ما روته السيدة عائشة عن حبيبها صلى الله عليه وسلم: 'إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم' [رواه أبو داود].· حسن الخلق طريق إلى حب الرسول وجواره ويؤكد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: 'إن من أحبكم إلي وأقربكم مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا'.وإذا سألتِ عزيزي: وماذا نعني بحسن الخلق؟فإنا نجد الإجابة الشافية والمبسطة فيما رواه الترمذي عن عبد الله بن المبارك ـ رحمه الله ـ في تفسير حسن الخلق حيث قال: 'هو طلاقة الوجه وبذل المعروف وكف الأذى'.ويقول الإمام ابن عيينة:'البشاشة مصيدة المودة, والبر شيء هين: وجه طليق وكلام لين'.
الحياء: هو خلق يبعث على ترك القبيح وكل ما يغضب الله.وعن ابن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت'.ـ ولقد روى ابن ماجة في سننه وحسنه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'إن لكل دين خلقًا وخلق الإسلام الحياء'.ـ والحياء خلق يثمر سلوكًا مع الله وسلوكًا مع الخلق أيضًا، من كانت به صفة الحياء يلقى من الخلق الثناء.ـ والحياء والإيمان مرتبطان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'الإيمان بضع وسبعون شعبة, والحياء شعبة من الإيمان'.وأيضًا روى الحاكم في مستدركه: 'الحياء والإيمان قرناء جميعًا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر'.وقد ورد في صحيح النسائي عن الرسول صلى الله عليه وسلم: 'إن الله حيي ستير يحب الحياء والستر'. وهذه إشارة إلى أنه حيث وجد الحياء وجد الستر والعفاف، وحيث تحل الجرأة على القبائح يحل معها التكشف والفضائح. واعلم عزيزي أن المعاصي تزيل النعم وتذهب الجمال، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، وزوال النعمة تكون في معصيته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق