السبت، 25 يونيو 2011

الرزاق هو الله

من كتاب قصص الصالحين, المؤلف: د. مصطفى مراد



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

روي إن حاتما الأصم قال لأولاده أنى أريد الحج فبكوا وقالوا : إلى من تكلنا ؟ وكانت له بنت عابدة فقالت : دعوه يذهب فليس برزاق الأ الله فخرج فباتوا في يوم جياعا فجعلوا يوبخون تلك البنت فقالت : اللهم لا تخجلني بينهم فمر بهم أمير البلد فقال لبعض أصحابه : اطلب لي ماء فناوله أهل حاتم ((كوزا ))جديدا وماءا باردا فشرب فقال دار من هذه ؟
فقالوا : دار الحاتم الأصم فرمى فيها منطقة من ذهب
وقال من احبني وافقني فرمى العساكر كلهم مامعهم من المال في هذا الإناء فجعلت البنت تبكي فقالت أمها : ما يبكيك وقد وسع الله علينا فقالت : لأن مخلوقا قد نظر إلينا فاستغنينا فكيف لو نظر الخالق إلينا

تحليلي للقصة:


التحليل الاداري: يستفاد من هذه القصة ان حاتما قائدا بالطبيعة لانه يريد ان يعلمهم ويحفزهم لكي يكونوا قياديين من خلال الادارة بالمواقف
ايضا نرى كيف ان المباديء كما نعلم انها لاتتغير ولكنها تهذب فهذا رايناه من خلال اصرار بنت حاتم على ان مواقفها ثبوتيا مبنية على الجدل الاستنتاجي وهي تعلم ان الرزق من يطلبه من الله حتما سيجده

ايضا هناك جانب الادارة بالتوقع وهذا يتمثل جليا بموقف البنت التي اخذت باسوء السيناريوهات لو ان اباها ذهب فهي خططت فعلا في عقلها اسوء مايحدث واتخذت ايمانها بالله الدعامة لاسوء ماقد يحدث من جوع وعطش في حين حدث ذلك لاحقا ...

التحليل السلوكي: هذه القصة تبين كيف ان السلوك البشري ممكن له ان يتغير مع الوقائع والمواقف وهذا نلتمسه من مواقف وسلوك اولاد حاتم كيف كان سلوكهم الذي كان عبارة عن فهمهم الخاطيء بان اباهم هو الجالب للرزق ولكنهم حينما تعلموا من خلال موقف اختهم التي اخذت بوادر القيادة كيف لاحقا عرفوا بل تغير سلوكهم اتجاه انفسهم اولا وثانيا ازدادت العلاقة بينهم وبين خالقهم


التحليل الادبي والاخلاقي: هذه القصة تملكت الكثير من المعاني الجميلة والابداعية واكثرها جمالا هي استحضار عظمة الخالق حينما بكت البنت وكانت امها مستغربة من موقفها لانها لم تعلم هذه الاخيرة ان بنتها كانت ذات رسالة عظيمة الا وهي كيف تستفيد من النجاحات الي الوصول الى ماهوا اعظم من ذلك وهو استمرارية النجاح في بقاءها مواظبة على خشية الله والمواصلة مع الله في المستقبل لا فقط في هذه اللحظة التافهة من الحياة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق